باريس سان جيرمان يتوج بدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه بعد سحق إنتر ميلان بخماسية تاريخية
في أمسية كروية لا تُنسى، دخل نادي باريس سان جيرمان الفرنسي التاريخ من أوسع أبوابه، بعدما حقق لقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه العريق، بفوز كاسح ومذهل على إنتر ميلان الإيطالي بنتيجة 5-0، في نهائي أقيم على ملعب أليانز أرينا بمدينة ميونخ الألمانية. بهذا الانتصار، أنهى الفريق الباريسي عقدة "ذات الأذنين" التي لاحقته لسنوات، مُحققًا إنجازًا يُخلّده أنصاره طويلاً.
التتويج المنتظر وتاريخ المواجهة
لطالما كان الحلم الأوروبي هدفًا بعيد المنال لنادي العاصمة الفرنسية، رغم الاستثمارات الهائلة وضم أبرز النجوم. لكن في ليلة 31 مايو 2025، أثبت باريس سان جيرمان للعالم أجمع أنه بات قوة أوروبية عظمى. جاء الانتصار أمام إنتر ميلان، الفريق الذي سبق له رفع الكأس ثلاث مرات، لكن هذه المرة بدا بلا حول ولا قوة أمام الهيمنة الباريسية.
مجريات اللقاء – خماسية لا تُنسى
منذ انطلاق صافرة الحكم، فرض لاعبو باريس أسلوب لعبهم. افتتح المغربي أشرف حكيمي التسجيل في الدقيقة 12 بعد هجمة منظمة قادها ديسير دوي وفيتينا. لم يمر وقت طويل حتى عزز دوي نفسه النتيجة بهدف ثانٍ بالدقيقة 20، بعد تمريرة من عثمان ديمبلي.
واصل الفريق الضغط على دفاع إنتر المهتز، وسجل دوي هدفه الثاني والثالث لفريقه في الدقيقة 63 بعد جملة فنية متقنة. ثم جاء الدور على النجم الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا ليسجل الرابع في الدقيقة 73 بطريقة فردية رائعة، قبل أن يختتم الشاب سيني مايولو الخماسية في الدقيقة 86 بعد تمريرة من البديل باركولا.
الأداء الفني والتكتيكي للفريقين
أظهر المدرب الإسباني لويس إنريكي براعة تكتيكية مبهرة، حيث اعتمد على الضغط العالي والانتقال السريع من الدفاع للهجوم. ظهر الفريق كمجموعة متجانسة، بفضل تحركات ثلاثي الوسط: فيتينا، أوغارتي، ودوي، الذين أرهقوا خط وسط إنتر بقيادة تشالهانوجلو ومخيتاريان.
في المقابل، بدا فريق إنتر بقيادة سيموني إنزاجي عاجزًا عن مجاراة الإيقاع، خاصة بعد إصابة لاعبه بيسيك وخروجه الاضطراري. كما فشل في إيجاد حلول هجومية رغم وجود تورام ولوتارو.
ديسير دوي – نجم النهائي بلا منازع
سرق اللاعب الشاب ديسير دوي الأضواء، بعدما سجل هدفين وصنع هدفًا، ليصبح أول لاعب مراهق يسهم بثلاثة أهداف في نهائي دوري الأبطال، مُتفوقًا على أرقام تاريخية حققها ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو. اختير دوي "رجل المباراة" بإجماع المحللين، وأثبت أنه مشروع نجم عالمي جديد.
دوناروما وجدار الأمان الباريسي
رغم السيطرة الباريسية، إلا أن الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما تألق في عدة مناسبات، خصوصًا أمام رأسيتي تورام وأتشيربي. بتدخلاته الدقيقة، حافظ على نظافة شباكه وساهم في النتيجة القياسية.
أهمية التتويج على مستقبل النادي
لا يحمل هذا اللقب قيمة معنوية فقط، بل يُمثل تتويجًا لمسيرة طويلة بدأها النادي منذ استحواذ المستثمرين القطريين عام 2011. بعد إخفاقات متكررة في الأدوار النهائية، أثمرت سياسة الاعتماد على الشباب والمدرب المُحنك عن أول ثلاثية في تاريخ النادي: الدوري الفرنسي، كأس فرنسا، ودوري الأبطال.
صدى الإنجاز في فرنسا وأوروبا
عمّت الاحتفالات العاصمة الفرنسية، حيث خرجت الجماهير إلى الشانزليزيه والساحات الكبرى احتفالًا بهذا المجد. كما تهاطلت رسائل التهنئة من أندية فرنسية وأوروبية، مُشيدة بالإنجاز، ومعتبرة باريس سان جيرمان نموذجًا ناجحًا في بناء مشروع كروي مستدام.
باريس سان جيرمان وتحديات المستقبل
بعد التتويج، سيكون التحدي القادم أمام النادي هو الحفاظ على هذه الكتيبة الذهبية، ومواصلة الهيمنة أوروبيًا. ينتظر الفريق مواجهة كأس السوبر الأوروبي أمام توتنهام، ثم التأهل لكأس العالم للأندية 2029، ما يستدعي استمرارية التخطيط الفني والإداري.
سُطور جديدة في تاريخ باريس
بفوزه هذا، كتب باريس سان جيرمان صفحة جديدة في سجل كرة القدم الأوروبية. خمسية نظيفة، أداء استثنائي، وأول لقب في دوري الأبطال، تجعل من عام 2025 عامًا لا يُنسى في تاريخ النادي وعشّاقه. لم تعد باريس فقط مدينة النور، بل أصبحت رسميًا مدينة الأبط